ينقسم الاسم المفرد من حيث العدد إلى ثلاثة أقسام : ـ
مفرد ، ومثنى ، وجمع .
المفرد :
اسم يدل على مفرد واحد ، أو
واحدة . مثل : محمد ، أحمد ، فتى ، قلم ، ورقة .
المثنى : ما دل على اثنين أو ، اثنتين ،
بزيادة ألف ونون ، أو ياء ونون على مفرده .
مثل : جاء اللاعبان مسرعين ، وعلمت الطالبين مجتهدين . ومررت بالصديقين
.
الجمع : وهو ما دل على أكثر من اثنين ،
أو اثنتين . " ما دل على ثلاثة فأكثر " .
مثل : المعلمون مخلصون . والمعلمات نشيطات .
أقسام المفرد
ينقسم المفرد إلى قسمين : اسم علم ، واسم جنس .
أولا ـ العلم :
تعريف : هو الاسم الذي يدل على مسماه بذاته ، ودون قرينة خارجة عن لفظه
.
مثل : محمد ، ومكة ، وفاطمة ، والقدس ، وأبو يوسف ، وعبد الله .
فالكلمات السابقة دلت بلفظها ، وحروفها الخاصة على معنى واحد معين
محسوس ، ولا تحتاج هذه الدلالة إلى مساعدة لفظية ، أو معنوية لتساعدها
على أداء المعنى ، بل تعتمد على ذاتها في إبراز تلك الدلالة .
فالاسم العلم كما عرفه ابن عقيل هو "
الاسم الذي يعين مسماه مطلقا " (1) . أي من غير تقيد بقرينة تكلم ، أو
خطاب ، أو غيبي ، أو إشارة حسية ، أو معنوية ، أو زيادة لفظية
كالصلة وغيرها من الزيادات اللفظية الأخرى ، أو المعنوية التي تبين
وتعين
مدلوله ، وتحدد المراد منه لأنه علم مقصور على مسماه .
2 ـ أنواعه :
ينقسم العلم إلى أنواع مختلفة بحسب
الاعتبارات الآتية : ـ
أ ـ ينقسم باعتبار تشخيص معناه إلى علم شخصي ، وعلم جنس .
ب ـ وينقسم من حيث الأصالة في الاستعمال إلى مرتجل ، ومنقول .
ج ـ وباعتبار اللفظ إلى مفرد ، ومركب .
د ـ وباعتبار الوضع إلى اسم ، وكنية ، ولقب .
أقسام العلم باعتبار تشخيص معناه ، أو عدمه إلى علم شخصي ، وعلم جنس .
1 ـ العلم الشخصي هو : العلم الذي يدل على شخص بعينه ،
لا يشاركه فيه غيره ، ولا يحتاج إلى
قرينة ، كما أوضحنا آنفا . نحو : محمد ، يوسف ، فاطمة ،
مكة .
حكمه : للعلم الشخصي أحكام معنوية ، وأخرى لفظية : ـ
أ ـ الحكم المعنوي هو دلالته على معين بذاته ، ولا يخلو أن يكون هذا
المعين ،
إما اسما لفرد من أفراد البشر ، أو لغيرهم من الأجناس الذين يعقلون .
ـــــــــــــــــــ
1 ــ شرح ابن عقيل على الألفية ج1 ص118
.
مثل : محمد ، وأحمد ، وريم ، وخديجة ، وجبريل ، وإبليس .
وإما اسم لمسمى له صلة وثيقة بالإنسان ، يستخدمه في
حياته المعيشية ، والعملية ، كأسماء البلاد ، والقبائل ، والمدن ،
والنجوم ، والسيارات ، والطائرات ، والكتب ، مما لها اسم معين لا يطلق
على
غيرها .
مثل : مصر ، وسوريا ، وفلسطين ، والسعودية ( أسماء بلاد ) . وتميم ،
وطي ، وغامد وقريش ( أسماء قبائل ) . والقدس ، والقاهرة ، والرياض (
أسماء مدن ) .
وهكذا بقية الأنواع الأخرى مما ذكرنا ، إذا
كان لها مسميات معينة لا تطلق على غيرها ، وهذه الأشياء المعينة التي
تدل عليها الأعلام ، تعرف بالمدلولات ، أو الحكم المعنوي للعلم الشخصي
.
ب ـ الحكم اللفظي : ويتعين في كون الاسم العلم لا يعرف بالألف واللام .
فلا نقول : جاء المحمد ، ولا ذهبت إلى المكة .
ولا يضاف . فلا نقول محمد كم أفضل من أحمدنا
.
إلا إذا كان اسم العلم محمد ، وأحمد يطلق على أكثر من واحد ، فيجري
مجرى الأسماء الشائعة التي تحتاج إلى إيضاح . وهذا ليس موضوعنا الآن .
وأعود إلى الموضوع
الأساس ، فأقول : إن العلم الشخصي لا يعرف لا بالألف واللام ، ولا
بالإضافة ، لعدم حاجته لشيء من ذلك ، لأن علميته تكفي
لتعريفه .
ومن أحكامه اللفظية التي تدل عليه تعريف
الابتداء به .
مثل : عليّ مجتهد . ومحمد متفوق .
أو مجيئه صاحب حال ، لأن الحال لا تأتي إلا بعد معرفة .
مثل : حضر الطلاب راكبين ، وصافحت المدير مبتسما .
كما يمنع من الصرف ، إذا اجتمع مع العلمية علة أخرى من
العلل المانعة للعلم من الصرف ، كالتأنيث . نحو : وصلت فاطمةُ ، و
وسلمت على عائشةَ . وسافرت إلى مكةَ. ففاطمة فاعل مرفوع بالضمة بدون
تنوين ، لأن الممنوع من الصرف لا ينون .
وعائشة ومكة مجروران وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأن الممنوع
من الصرف يجر بالفتحة .
أو أن يكون علما مشابها للفعل
. مثل : أحمد ، ويسلم ، ويزيد ، وينبع . وهذه أسماء مشابهة في وضعها
للأفعال المضارعة . وسوف نتعرض لهذا مع بقية العلل الأخرى بالتفصيل في
الممنوع من
الصرف
، إن شاء الله .
2 ـ علم الجنس :
عرفه أحد النحويين المعاصرين بقوله "
هو الاسم الموضوع للمعنى العقلي العام المجرد ، أي للحقيقة الذهنية
المحضة " (1) .
ومن التعريف السابق نتوصل إلى أن علم
الجنس اسم موضوع ليدل على شخص واحد في الذهن ، ولكنه في حقيقة الأمر ،
يدل على أفراد كثيرة في خارج الذهن ، فهو في حكم النكرة من الناحية
المعنوية ، لدلالته على غير معين ، ولكنه يأخذ حكم العلم الشخصي لفظا .
والواحد الشائع منه يكون بين الحيوانات الأليفة التي يطلق العرب
مسمياتها على مخصوصات بعينها .
مثال النوع الأول : لاحق ، وأعوج . وتطلق على فرس بعينها لتخصصها من
بين الخيول الأخرى .
ومنها : هبّان بن بيّان . ويطلق على الإنسان المجهول النسب ، ولم
تعرف هويته ، فهو يصدق على كل مجهول .
ومنه : أبو الدغفاء . ويطلق على الأحمق دون أن يعين شخص بذاته .
ــــــــــــــــــــ
1 ــ النحو الوفي ج1 ص260 عباس حسن .
ومثال النوع الثاني : أسامة ، وأبو الحارث . اسما علم جنس يطلقان على
الأسد ، ويطلقان على كل ما يخبر عنه من الأسود .
ومثلها : ثفالة ، وأبو الحصين . اسما جنس يطلقان على الثعلب ، ويصدق
إطلاقهما على كل ثعلب .
ومثال النوع الثالث : أم صبور . وهو اسم علم جنس يطلق على الأمر الصعب
.
وسبحان ، وكيسان . علمان ، الأول للتسبيح ، والثاني للغدر .
وهذا هو الحكم المعنوي لعلم الجنس . فهو لا يخص واحدا بعينه .
أما أحكامه اللفظية : فهي نفس الأحكام
اللفظية لعلم الشخص ، باعتبار أن علم الجنس يطلق في الذهن على معين ،
بخلاف الحقيقة . ومن هنا أخذ نفس الأحكام اللفظية لعلم الشخص الذي لا
يدل إلا على معين بذاته . وهذه الأحكام هي :
1 ـ عدم التعريف بـ " أل " ، أو بالإضافة . لأنه معرف بالعلمية الجنسية
، وهذا التعريف في حقيقته أمر لفظي ، لأن هذه الأسماء من جهة المعنى
نكرات لشيوعها في كل أفراد جنسها ، وعدم اختصاصها بشخص معين ، ومع ذلك
فالشيوع لم يوجد لأن اللفظ موضوع بإزاء شخص من أشخاص الجنس في التصور
العقلي .
وعليه فلا نقول : الأسامة في الحديقة . ولا : أسامة الحديقة في القفص .
لأن كلمة " أسامة " في المثالين علم يطلق على جنس معين ، وهو الأسد .
2 ـ ومن أحكامه الابتداء به ، لأنه في حكم المعرفة ، ولا يجوز الابتداء
إلا بمعرفة .
نحو : أسامة في القفص .
ومنه : أبو براقش طائر متغير اللون . (1) .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ أبو براقش : طائر ذو ألوان متعددة
، من سواد وبياض ، وتتغير ألوانه في النهار ، لذلك يضرب به المثل في
التلون .
3 ـ ويكون صاحبا للحال . نحو : رأيت ابن قترة منطلقا . (1) .
4 ـ أنه ينعت بمعرفة . نحو : هذا ثعالة الماكر .
5 ـ ويمنع من الصرف ، إذا توفرت فيه على أخرى مع العلمية ، كالتأنيث
مثلا . نحو : وقفت أمام أسامةَ وهو في القفص .
فـ " أسامة " مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف
للعلمية والتأنيث . والمقصود بالعلمية هنا : العلم الجنسي ، لأنه في
حكم العلم الشخصي لفظا ، أما في المعنى فهو في حكم النكرة
.
ومثال منعه من الصرف لانتهائه بالألف والنون : فلان أغدر من كيْسان .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ هناك بعض أعلام الجنس المعنوية التي استعملها العرب في حياتهم
اليومية يصدق عليها أن تستعمل استعمال علم الجنس ، حينا وحينا آخر قد
تستعمل استعمال النكرة ، ومن هذه الألفاظ : فينة ، وبكرة ، وغدوة
وسحر .
ولا قياس في معرفة ما سبق ، ولكن نعود في معرفته إلى السماع عن العرب .
فإذا استعملنا الألفاظ السابقة بدون تنوين كانت معرفة .
نحو : أمضينا فينةَ في اللعب . أي : وقتا معينا . فهي في حكم علم الجنس
، لأنها تعني الحين ، والوقت المعين .
ونقول : تعهدت المريض بكرة . أي : البكرة المحدودة الوقت واليوم .
أما إذا نونت الألفاظ السابقة كانت نكرات ، لأننا حينئذ لا نعني بها
وقتا معينا ومحدودا ، وإنما نعني بها وقتا شائعا .
فإذا قلنا : سآتيك غدوةً . بالتنوين .
ــــــــــــــ
1 ـ ابن قترة : نوع من الحياة يميل إلى
الصغر ، وسمي بذلك تشبيها له بالسهم الذي لا حديدة فيه ، ويقال
له قترة ، والجمع قتر .
39 ـ ومنه قوله تعالى : { وسبحوه بكرة وأصيلا }1 .
فالمقصود بـ " غدوة ، وبكرة " وقت غير محدود من الزمان .
ومنه قوله تعالى : {إلا آل لوط نجيناهم بسحر }2 .
بتنوين " سحر " لأنها جاءت نكرة دالة على زمن غير معين .
2 ـ ذكرنا أن العلم الجنسي يكون مقصورا على السماع ، ويكون اسما :
كثعالى ، وأسامة ، وفجار ، وفرعون ، وكيسان ، وسبحان .
ويكون كنية : كأبي جعدة للذئب ، وأم عامر للضبع ، وأبي أيوب للجمل ،
وأم قشعم للموت ، وأم عريط للعقرب .
ويكون لقبا : كالأخطل لقبا للقط ، وذي الناب للكلب ، وذي القرنين للبقر
.
ثانيا ـ تقسيم الاسم من حيث الأصالة في الاستعمال .
ينقسم الاسم من حيث الأصالة في الاستعمال إلى مرتجل ومنقول :
1 ـ اسم العلم المرتجل :
هو ما وضع من أسماء الأعلام من أول
الأمر علما ، ولم يستعمل قبل ذلك في غير العلمية . مثل : سعاد ، وأدد ،
وحمدان ، وعمر ، محبب .
وينقسم العلم المرتجل إلى قسمين :
أ ـ مرتجل قياسي :
هو العلم الموضوع من أول الأمر علما ، ولم
يستعمل قبل ذلك في غير العلمية ،
ولكنه قياسي من حيث وجود نظائر له في كلام العرب .
مثل : " حمدان " ، علم مرتجل ولكنها مقاسة بـ " سعدان " اسم نبات ، و "
صفوان " اسم للحجر الأملس .
ــــــــــــــــ
1 ــ 42 الأحزاب . 2 ــ 54 القمر .
40 ـ ومنه قوله تعالى : { فمثله كمثل صفوان عليه تراب }1 .
ومثل " عمران : مقاسه بـ " سرحان " ، وهو الذئب .
ب ـ علم مرتجل شاذ :
وهو ما وضع علما من أول الأمر ،
ولكن لا نظير له في كلام العرب يقاس عليه .
مثل : " محبب " اسم رجل وليس في كلام العرب تركيب " م ح ب " ومن هنا
كان وجه شذوذه . ومنه : " موهب " في اسم رجل ، و " موظب " في اسم مكان
. وكلاهما شاذ لأن ما فاؤه " واو " لا يأتي منه " مفعل " بفتح " العين
" إنما هو " مفعل " بكسرها . مثل : موضع ، وموقع .
ومن الشاذ " مريم " ، و " مدين " ، إذ
لا فرق بين الأعجمي والعربي في هذا الحكم .
ومنه " حيوة " وهو اسم رجل ، كـ " رجاء بن حيوة " تابعي جليل ، وأصله "
حية " مضعف الياء ، لأنه ليس في كلام العرب " حيوة " ، فقلبوا الياء
واوا ، وهذا كله ضد مقتضى القياس . (2) .
2 ـ اسم العلم المنقول :
هو ما نقل من شيء سبق استعماله
فيه قبل العلمية .
مثل : ماجد ، وحامد ، وفاضل ، وسالم ، وعابد ، وثور ، وحجر ، وأسد .
فبعضها منقول عن صفات ، وبعضها منقول عن أسماء .
ويتم النقل في العلم عن الآتي :
أ ـ قد يكون النقل عن اسم مفرد في لفظه ، ويشمل ذلك النقل عن الصفات
المشتقة ، كاسم الفاعل والمفعول مثل : قاسم ، وجابر ، وحامد ، ومحمد
، ومحمود ، ومؤمن .
ـــــــــــــــــــ
1 ــ 264 البقرة . 2 ــ شرح المفصل ج1
ص33 .
والنقل عن اسم عين . مثل : غزال
، وزيتونة ، ورمانة ، وخوخة ، أسماء لنساء .
والنقل عن اسم جنس . مثل : ثور ، وحجر ، وأسد ، أسماء لرجال .
والنقل عن مصدر . مثل : فضل ، ووهبة ، وسعود ، وعمر ، وزيد ، وإياس .
ب ـ وقد يكون النقل عن الفعل فقط ، دون أن يصاحبه مرفوع له ، سواء أكان
ظاهرا ، أم مضمرا ، أم ملحوظا ، أو غير ملحوظ .
ومن الأسماء المنقولة عن أفعال ماضية : " شمَّر " ، وهو منقول عن الفعل
الماضي :
" شمّر " نقول : شمر الرجل ثوبه . إذا رفعه .
و " خضّم " ، وهو اسم لخضم بن عمر بن تميم . ومنه : صفا : وجاد .
ومن المنقول عن أفعال مضارعة : يزيد ، ويشكر ، وتغلب ، وأحمد ، ويحيى ،
وينبع ، ويسلم .
ومثال لمنقول عن الفعل الأمر : سامح ، وعصمت ، فالأول اسم رجل ،
والثاني اسم صحراء .
ومنه قول الراعي :
أشلي سلوقية باتت وبات بها
بوحش إصمت في أصلابها أود
الشاهد : قوله " إصمت " فهي اسم لفلاة منقولة عن الفعل الأمر " إصمت "
وماضيه " صمت " ومضارعه " يصمت " . وهي من باب تسمية المكان بالفعل .
بشرط أن يكون خاليا مما يدل على فعليته ، كوجود الفعل ، أو المفعول
ظاهرا ، أو مضمرا .
ج ـ وقد يكون النقل عن جملة اسمية ، كانت أو فعلية .
مثال النقل عن اسمية : " محمد أسد " ، و " زيد قائم " ، و " نحن هنا "
.
وشرطها أن تكون محكية بالمركب . فنقول فيها : جاءني زيدٌ قائم .
ورأيت زيدٌ قائم . ومررت بزيدٌ قائم . فجملة " زيد قائم " في الجمل
السابقة عوملت معاملة العلم المركب .
ومثال المنقول عن جملة فعلية : جاد الحق ، وزاد الخير ، وفتح الله ،
وجاد المولى ، وتأبط شرا ، وشاب قرناها . وكلها تعامل معاملة
العلم المركب .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا نقل العلم من لفظ مبدوء بهمزة وصل ، تتغير الهمزة إلى قطع بعد
النقل .
نحو : إعتدال ، وإنتصار ، وإبتسام ، أسماء لامرأة .
ومثل : يوم الإثنين ، و" أل " علم خاص بأداة التعريف .
فالكلمات السابقة أسماء أعلام
منقولة عن ألفاظ كانت في الأصل مبدوءة بهمزات وصل لأنها مصادر لأفعال
خماسية في المجموعة الأولى ، وأسماء مسموعة عن العرب بهمزة وصل في كلمة
" اثنين " ، و" أل " التعريف .
فلما أصبحت تلك الكلمات أسماء أعلام بعد النقل ، ودلت على مسميات
بعينها ، تغيرت همزاتها إلى همزات قطع ، لأن من سمات الاسم أن يبدأ
بهمزة قطع ، إلا فيما ندر وسمع عن العرب كـ : اثنان ، واثنثان ، واسم ،
وابن ، وابنه ، وامريء ، وايم ، وال . وللاستزادة راجع فصل همزة القطع
، وهمزة الوصل .
ثالثا ـ تقسيم العلم باعتبار لفظه إلى مفرد ومركب :
1 ـ العلم المفرد :
هو العلم المكون من كلمة
واحدة .
مثل : محمد ، وأحمد ، وعلى ، وإبراهيم ، وسعاد ، خديجة ، ومريم ، وهند
.
حكمه :
يعرب العلم المفرد بحسب العوامل
الداخلة عليه .
نحو : جاء محمد . و محمد مجتهد . وصافحت عليا . وسلمت على يوسف .
فالأعلام السابقة مفردة ، وكل واحد منها وقع موقعا إعرابيا مختلفا عن
الآخر ، فمحمد في المثال الأول جاء فاعلا مرفوعا بالضمة ، وفي المثال
الثاني مبتدأ مرفوعا بالضمة أيضا ، وعليا في المثال الثالث مفعولا به
منصوبا بالفتحة ، ويوسف في المثال الأخير مجرورا وعلامة جره الفتحة
نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
2 ـ العلم المركب :
هو العلم المكون من كلمتين
فأكثر ، ويدل على حقيقة واحدة قبل النقل وبعده .
وينقسم إلى ثلاثة أنواع :
أ ـ المركب الإضافي : نحو : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد المولى ،
وذو النون ، وامرؤ القيس . وهذه أسماء ، ومنها كنية نحو : أبو بكر ،
وأبو عبيدة ، وأبو إسحق ، وأبو جعفر .
وحكم المركب الإضافي : أن يعرب صدره " الاسم
الأول منه " بالحركات ، بحسب العوامل الداخلة عليه لفضية كان أم معنوية
، ويجر عجزه " الاسم الثاني منه " بالإضافة دائما .
نقول : سافر عبدُ الله ِ . وإن علمَ الدينِ رجل فاضل . وأرسلت إلى عبدِ
الرحمن رسالة . ووصل أبو محمد من السفر . وزرت أبا خليل في منزله .
وعرجت على أبي يوسف في عمله .
ب ـ المركب المزجي :
هو كل علم رُكِّب من اسمين فقط ،
واختلطت كل من الكلمتين بالأخرى عن طريق اتصال الثانية بالأولى ، حتى
صارت كالكلمة الواحدة ، واصبح كل جزء من الكلمة بعد المزج بمنزلة الحرف
الهجائي الواحد من الكلمة الواحدة .
مثال : حضرموت ، وبعلبك ، ومعديكرب ، وسيبويه ، وخمارويه .
حكمه : للمركب المزجي حكمان :
1 ـ أن يمنع من الصرف ، وله أحكام الممنوع من الصرف . فلا ينون ، ويجر
بالفتحة نيابة عن الكسرة ، إذا لم يكن مختوما " بويه " .
نحو : بعلبكُ مدينة لبنانية . وزرت حضرموتَ . وسافرت إلى حضرموتَ .
2 ـ فإذا كان المركب المزجي مما ختم بـ " بويه " ، كسيبويه ، ونفطويه ،
فإنه يبنى على الكسر .
نحو : سيبويهِ عالم نحوي . وصافحت نفطويهِ . واستعرت الكتاب من
خمارويهِ .
فسيبويه : مبتدأ مبني على الكسر في محل رفع . ونفطويه : مفعول به مبني
على الكسر في محل نصب . وخمارويه : اسم مجرور مبني على الكسر في محل جر
.
3 ـ المركب الإسنادي : هو كل علم منقول عن جملة فعلية .
مثل : جاد الحق ، وتأبط شرا ، وسر من رأى ، وشاب قرناها ، وجاد المولى
.
أو منقول عن جملة اسمية : مثل : " الخير نازل " ، و " نحن هنا " اسم
لكتاب ، و " السيد فاهم " اسم لرجل .
حكمه : أن يبقى على حاله قبل
العلمية ، فلا يدخله أي تغيير ، لا في ترتيب الحروف ، ولا في ضبطها ،
ويحكى على حالته الأصلية ، وتقدر على آخره علامات الإعراب ، وتكون حركة
الإعراب مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية ، والمقصود
بالحكاية : إيراد اللفظ بحسب ما أورده المتكلم .
نحو : جاء فتحَ الباب . ورأيت شابَ قرناها . وسلمت على جادَ الحقُ .
فـ " فتح الباب " فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشنغال
المحل بحركة الحكاية .
و " شاب قرناها " مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال
المحل بحركة الحكاية .
" وجاد الحق " اسم مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة الحكاية .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ يدخل ضمن المركب الإسنادي من حيث الحكم الأسماء المركبة من حرف
واسم . مثل : إنَّ الرجل . أو من حرف وفعل . مثل : لن أسافر ، ولم يقم
.
أو من حرفين . مثل : إنما ، وربما .
فهذه الأعلام المركبة على سبيل التسمية
بها ليست في حقيقتها مركبات إسنادية ، لأنها غير مركبة من جمل ، ولكنها
تأخذ من حيث الإعراب حكم المركب الإسنادي .
2 ـ العلم المركب من موصوف وصفة . نحو : عليّ العالم ، ومحمد الكريم .
فقد أعطاه العرب حكم العلم المفرد ، وألحقوه
به فتجري على الموصوف علامات الإعراب بحسب موقعه من الجملة ثم تتبعه
الصفة .
نحو : جاء محمدُ الفاضلُ ، ورأيت عليًا الكريمَ . ومررت بمحمدٍ العالمِ
.
فـ " محمد الفاضل " علم مركب
تركيبا إسناديا من موصوف وصفة ، ولكنها أعطيت إعراب المفرد ، بأن يكون
للموصوف موقعه الإعرابي بحسب العوامل الداخلة عليه ، ثم تتبعه الصفة
كما في الأمثلة السابقة ، ولكن ذلك يحدث لبسا بين الاسم المركب تركيبا
إسناديا ، وبين الاسم المفرد الموصوف وله نفس الموقع الإعرابي .
كأن نقول : جاء محمدٌ الفاضلُ . على اعتبار محمد فاعل ، وفاضل صفة .
والأفضل في المركب الإسنادي المكون من الموصوف والصفة أن يأخذ حكم
المركب الإسنادي ذاته ، ويعرب بحركات مقدرة منع من ظهورها
الحكاية ، حتى نأمن اللبس الذي تحدثنا عنه آنفا . فنعرب : جاء محمد
الفاضل . كالآتي : جاء فعل ماض مبني على الفتح .
ومحمد الفاضل : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة الحكاية باعتباره مركبا تركيبا إسناديا .
رابعا ـ تقسيم العلم باعتبار وضعه .
ينقسم العلم باعتبار وضعه لمعنى زائد على
العلمية ، أو عدمه إلى :
اسم ، ولقب ، وكنية .
1 ـ الاسم العلم : هو كل علم وضع للدلالة على ذات معينة ، سواء أكان
مفردا ، أم مركبا . مثل : محمد ، وأحمد ، وفاطمة ، ومكة ، وسيبويه ،
وحضرموت ، وجاد الحق .
2 ـ اللقب : هو كل علم يدل على ذات معينة يراد به مدح مسماه ، أو ذمه ،
وهو ما يعرف بـ " النبر " . نحو : الرشيد ، والمأمون ، والأخفش ،
والمتنبي ، والناقص ، والسفاح ، والعرجاء ، وعلم الدين ، وسيف الدولة ،
وشجرة الدر .
3 ـ الكنية : نوع من أنواع المركب الإضافي ، إلا أنها ليست اسما ،
ويشترط فيها أن تبدأ بأحد الألفاظ الآتية :
أب ، وأم ، وابن ، وبنت ، وأخ ، وأخت ، وعم ، وعمه ، وخال ، وخالة .
نحو : أبو خالد ، وأم يوسف ، وابن الوليد ، وبنت الصديق ،
وبنت زيد الأنصارية ، وأخو بكر ، وأخت الأنصار ، وعم محمد
، وعمة عليّ ، وخال أحمد ، وخالة يوسف .
الأحكام المتعلقة بالاسم ، واللقب والكنية .
1 ـ الاسم واللقب :
وجوب الترتيب بين الاسم واللقب . فإذا
اجتمع الاسم واللقب يقدم الاسم ، ويؤخر اللقب ، لأنه كالنعت له ، سواء
وجد مع الاسم كنية ، أم لم يوجد .
مثاله بغير كنية : كان هارون الرشيد من أشهر الخلفاء العباسيين .
ومثاله مع الكنية : أبو حفص عمر الفاروق ثاني الخلفاء الراشدين .
أما إذا اشتهر اللقب جاز تقديمه .
41 ـ كقوله تعالى : { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله }1 .
ويجوز أن نقول : عيسى بن مريم المسيح صديق وابن صديقة .
ـــــــــــــــ
1 ـ 171 النساء .
7 ـ ومنه قول الشاعر :
أنا ابن فريقيا عمرو وجدي
أبوه عامر ماء السماء
الشاهد : " فريقيا عمرو " حيث قدم اللقب على الاسم ، والأصل التاخير ،
ولكنه قد يكون من باب الشهرة .
وقد ذكر عباس حسن " أن هناك صور أخرى
يجوز فيها تقديم اللقب على الاسم ، وذلك أن يكون اجتماعهما على سبيل
إسناد أحدهما للآخر ، أي الحكم على أحدهما بالآخر سلبا أو إيجابا ، ففي
هذه الحالة يتأخر المحكوم به ، ويتقدم المحكوم عليه .
فإذا قيل : من زين العابدين ؟ فأجبت : زين العابدين بن على .
فهنا يتقدم اللقب لأنه المعلوم الذي يراد الحكم عليه بأنه علي ، ويتأخر
الاسم لأنه محكوم به .
وإذا قيل : من علي الذي تمدحونه ؟ فأجبت : على زين العابدين .
فيتقدم الاسم هنا لأنه
المعلوم الذي يراد الحكم عليه ، ويتأخر اللفظ لأنه محكوم به " (1) .
2 ـ إذا اجتمع الاسم مع اللقب ، وكانا مفردين وجب فيهما الإضافة ، وهو
مذهب جمهور البصريين .
نقول : عمر الفاروق أمير المؤمنين . وكان هارون الرشيد عادلا .
فالفاروق والرشيد لقبان أضيف كل منهما إلى صاحب اللقب .
أما الكوفيون فيجيزون الإتباع . فإذا جاء الاسم مرفوعا جاء لقبه متبوعا
.
نحو : توفي عمر الفاروق مقتولا . وصافحت محمدا الأعرج .
فالفاروق والأعرج كل منهما لقب جاء تابعا لصاحبه ، فالأول بدل أو عطف
بيان مرفوع لأن صاحبه
ــــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص284 .
فاعل مرفوع ، والثاني بدل أو عطف بيان منصوب لآن صاحبه مفعول به منصوب
.
وأرى أن اللقب مادام قد استوفى شروط
الإضافة إلى الاسم ، كأن يكون المضاف غير معرف بأل ، ولا يكون المضاف
والمضاف إليه بمعنى واحد ، جازت الإضافة وكانت من باب الإضافة اللفظية
، لا من باب الإضافة المعنوية التي يعرف فيها المضاف ، والعلة في ذلك
أن اللقب متحد مع اسمه في المعنى ظاهريا ، ولكنهما مختلفان تأويلا ،
فالأول يراد به الاسم المجرد ، والثاني يراد به المسمى ، كما أن بإضافة
الاسم إلى اللقب يصبحان كالاسم الواحد ، ويفقد الاسم ما فيه من تعريف
العلمية ، ولكن الإتباع أحسن ، حتى لا نقع في مشكلة التأويل .
3 ـ وإن كانا مركبين . نحو : عبد الله أنف الناقة .
أو مركبا ومفردا . نحو : عبد الله الأحدب .
أو مفردا ومركبا . نحو : على زين العابدين .
وجب الإتباع . أي إتباع الثاني للأول .
فإذا قلنا : جاء عبد الله أنف الناقة . ورأيت عبد الله الأحدب .
ومررت بعلي زين العابدين .
كان اللقب " أنف الناقة " مرفوعا بالإتباع في المثال الأول ، و "
الأحدب " منصوبا في المثال الثاني ، و " زين العابدين " مجرورا في
المثال الثالث .
ونعني بالإتباع البدلية ، أو عطف البيان ، أو توكيدا لفظيا بالمرادف .
4 ـ يجوز في اللقب القطع على الرفع ، أو النصب .
فالرفع على إضمار مبتدأ . نحو : هذا عبد الله أنف الناقة .
فاللقب " أنف الناقة " خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو أنف الناقة .
والنصب على إضمار فعل . نحو : جاء عبد الله الأحدبَ .
فاللقب " الأحدب " مفعول به لفعل مقدر ، والتقدير أعني الأحدب .
وتكون حالات القطع كالآتي :
1 ـ يقطع مع المرفوع إلى النصب . نحو : فاز عبدُ اللهِ رجلَ الحقِ .
2 ـ يقطع مع المنصوب إلى الرفع . نحو : صافحت خليلا أحدبُ الدهرِ .
3 ـ ويقطع مع المجرور الرفع أو النصب .
نحو : مررت بعبد الله السفاحُ ، أو السفاحَ .
والخلاصة أن القطع يعني مخالفة الثاني ، أو الثاني والثالث إن وجد
للأول في إعرابه كما أوضحنا ، ومنه عند اجتماع الاسم واللقب والكنية .
نقول : كان أبو حفص عمرَ الفاروقَ . بقطع الاسم واللقب على النصب ، لأن
الكنية جاءت مرفوعة . وكذلك إذا تقدم الاسم انقطع ما بعده إلى ما يخالف
إعرابه . نحو : إن عمرَ الفاروقُ أبو حفص الخليفةُ الثاني للمسلمين .
عمر : اسم إن منصوب بالفتحة ، والفاروق مقطوع على الرفع خبر لمبتدأ
محذوف . تقديره : هو . وأبو بدل ، أو عطف بيان من الفاروق ، وحفص مضاف
إليه .
والخليفة : خبر إن مرفوع ، والثاني صفة للخليفة ، وللمسلمين جار ومجرور
متعلقان بالخليفة .
2 ـ الاسم والكنية :
لا ترتيب للكنية مع الاسم . فيجوز تقديمها ،
كما يجوز تأخيرها .
نحو : عمر أبو حفص خليفة عادل .
وأبو حفص عمر خليفة عادل .
والأشهر تقديم الكنية على الاسم . نحو : أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة
.
3 ـ اللقب والكنية :
لا ترتيب بين اللقب والكنية ، فيجوز تقديم
إحداهما على الآخر .
نحو : الصديق أبو بكر أول الخلفاء الراشدين .
وأبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين .
وإذا اجتمع الاسم واللقب والكنية معا ، جاز
تقديم الكنية ، وتأخيرها على الاسم واللقب ، مع عدم تقديم اللقب على
الاسم .
نحو : أبو حفص عمر الفاروق .
وأبو الطيب أحمد المتنبي .
هذا هو المشهور ، ويجوز التأخير . فنقول : عمر الفاروق أبو حفص .
وأحمد المتنبي أبو الطيب . والأول أفصح .
وحكم إعراب الاسم واللقب والكنية وجوب
الإتباع . سواء يقدم الاسم على اللقب والكنية معا ، أم تقدمت الكنية
على الاسم واللقب معا ، ولا يتقدم اللقب على الاسم .
نحو : كان أبو الطيب أحمدُ المتنبيُ شاعرا عظيما .
أبو : اسم كان مرفوع بالواو ، وهو مضاف ، والطيب مضاف إليه .
أحمد : بدل ، أو عطف بيان ، أو توكيدا لفظيا بالمرادف مرفوع بالضمة .
المتنبي : بدل ، أو عطف بيان ، أو توكيدا لفظيا بالمرادف مرفوع بالضمة
.
وكذلك إذا قلنا : كان أحمد المتنبي أبو الطيب شاعرا عظيما .
له نفس الإعراب ، مع مراعاة تغيير مواقع الكلمات .
ثانيا ـ اسم الجنس :
هو الاسم الذي لا يختص بمعين من أفراد
جنسه ، ويصدق على الكثير ، والقليل منها . مثل : رجل ، وكتاب ، وماء ،
وهؤلاء ، وغلام ، وامرأة ، وشجرة .
فكل كلمة من الكلمات السابقة لا تخصص رجلا معينا ،
أو كتابا معينا ، وإنما يقصد بها أي رجل من أفراد جنسه ، وأي كتاب من
أفراد جنسه ، وهكذا بقية الكلمات الأخرى .
كما أن اسم الجنس يصدق على الكثير ، والقليل من أنواع جنسه . فكلمة "
ماء " ، " هؤلاء " مثلا يقصد منها أي ماء ، وأي هؤلاء ، سواء أكان
كثيرا ، أم قليلا ، فلا عبره للكثرة أو للقلة ، بل كل كلمة من الكلمات
السابقة تسمى بذلك الاسم الذي جُعِل لها قل نوعها ، أو كثر .
ونستخلص من ذلك أن اسم الجنس في حد ذاته هو
النكرة ، فلا فرق بينه وبين النكرة ، لأن تعريف اسم الجنس يصدق على
النكرة ، وتعريف النكرة يصدق على اسم الجنس .
وقد سبق أن عرفنا النكرة في بابها ، بأنها كل اسم ليس له دلالة معينة ،
ويقبل أل التعريف ، أو كان بمعنى ما يقبل أل التعريف .
مثل : رجل ، وكتاب ، وذو بمعنى صاحب .
أنواعه :
ينقسم أسم الجنس إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ اسم الجنس الإفرادي : وقد سبق تعريف ، وتوضيح ماهيته .
2 ـ اسم الجنس الجمعي : وهو نوع من أنواع جمع التكسير ، يدل على
الجماعة ولا مفرد له من جنسه ، ويتميز مفردة بأن تلحقه تاء التأنيث ،
أو ياء النسب .
مثال ما تلحقه التاء : ثمرة : وثمر ، وجمرة : وجمر ، ولبنة : ولبن ،
وزهرة : وزهر ، وشجرة : وشجر ، وورقة : وورق .
ومثال ياء النسب : رومي : وروم ، وقرشي : وقريش ، وزنجي : وزنج ،
ومصري ، ومصر ، وتركي : وترك ، وعربي : وعرب ، وجندي : وجند .
وسم الجنس الجمعي يثنى ، ويجمع . نقول : شجرة : شجرتان ، وأشجار .
وثمرة : ثمرتان ، وأثمار ، وتركي : تركيا ، وأتراك ، ورومي : روميان ،
وأروام .
3 ـ اسم الجنس الآحادي وهو : علم الجنس . أي الاسم الموضوع للمعنى
العقلي العام المجرد ، أو الحقيقة الذهنية المحضة ، ممثلة في فرد غير
معين من أفرادها .
مثل : أسامة اسم للأسد ، وثعالة اسم للثعلب ، وما شابه ذلك . للزيادة
انظر بابه .
والخلاصة في الاسم المفرد
وأنواعه من حيث الإعراب أنه يعرب بالحركات الظاهرة على آخره رفعا
بالضمة ، ونصبا بالفتحة ، وجرا بالكسرة ، إذا كان صحيح الآخر ، وغير
ممنوع من الصرف .
فإن كان معتل الآخر قدرت في بعضه
علامات الإعراب الثلاثة الرفع ، والنصب ، والجر وذلك في الاسم المقصور
.
وقدر في البعض الآخر علامتان ، وهي الضمة والكسرة ، وظهرت الفتحة كما
في الاسم المنقوص .
أما إذا كان الاسم المفرد ممنوعا من
الصرف ، أعرب بحركة بدل أخرى ، وسنفصل القول فيه في الممنوع من الصرف .
وإذا كان مركبا كانت له أحكامه الخاصة به التي عرفناها في الاسم المركب
، فتدبر .
نماذج من الإعراب
39 ـ قال تعالى :{ وسبحوه بكرةً وأصيلا } 42 الأحزاب .
وسبحوه : الواو حرف عطف ، وسبحوه فعل وفاعل ومفعول به .
بكرة : ظرف لأول النهار منصوب بالفتحة متعلق بسبحوه .
وأصيلا : الواو حرف عطف ، أصيلاً ظرف لآخر النهار معطوف على بكرة منصوب
بالفتحة .
40 ـ قال تعالى : { فمثله كمثل صفوان عليه تراب } 264 البقرة .
فمثله : الفاء استئنافية جيء بها لمجرد الربط بين الجمل ، ومثله مبتدأ
، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
كمثل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ، ومثل مضاف .
وصفوان : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
عليه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
تراب : مبتدأ مؤخر . والجملة الاسمية في محل جر صفة لصفوان .
وجملة مثله وما في حيزها معطوفة على جملة الصلة في أول الآية لا محل
لها من الإعراب مثلها .
6 ـ قال الشاعر :
أشلى سلوقية باتت وبات بها
بوحش إصمِت في أصلابها أود
أشلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، وفاعله ضمير مستتر
جوازاً تقديره هو يعود إلى الصائد . سلوقية : صفة منصوبة لموصوف محذوف
هو المفعول به ، أي : كلاباً سلوقية . باتت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث
، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هي يعود على الكلاب ، وبات فعل ماض ،
وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الصائد ، والجملة معطوفة
على ما قبلها .
بها : جار ومجرور متعلقان بباتت . بوحش : جار ومجرور متعلقان ببات ،
ووحش مضاف ، وإصمت مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والتأنيث ، لأنه
اسم علم منقول على المفازة . هذا وقد تنازع الفعلان باتت وبات في معمول
ظاهر بعدهما وهو : بوحش ، فأعمل الشاعر الثاني ، وأضمر المعمول
في الأول ، وهو : بها ، وهذا مذهب البصريين . وجملة باتت وبات
بها في محل نصب صفة لسلوقية .
في أصلابها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير
المتصل بإصلابها في محل جر مضاف إليه .
أود : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب صفة
لسلوقية .
الشاهد قوله : " إصمت " وهو اسم علم منقول عن فعل الأمر " اصمت " ، وقد
كسرت ميمه ، والأصل الضم لأن الفعل : صمت مضارعة يصمُت بضم الميم ،
ولكن الكسر إشعار بالنقل .
41 ـ قال تعالى : { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } 171 النساء
.
إنما : كافة ومكفوفة . المسيح : مبتدأ مرفوع بالضمة .
عيسى : بدل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف .
ابن مريم : ابن بدل ثان مرفوع بالضمة أو صفة وهو مضاف ، مريم مضاف إليه
مجرورة بالفتحة لمنعها من الصرف للعلمية والتأنيث .
رسول الله : رسول خبر وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه .
وجملة إنما المسيح وما في حيزها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب ،
مسوق للتعريف بالسيد المسيح عليه السلام .
7 ـ قال الشاعر :
أنا ابن مزيقيا عمر وجدي
أبوه منذرٌ ماءُ السماء
أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
ابن مزيقيا : ابن خبر مرفوع بالضمة وهو مضاف ، مزيقيا مضاف إليه .
عمر : بدل أو عطف بيان على مزيقيا مجرور بالكسرة .
وجدي : الواو حرف عطف ، جدي مبتدأ أول مرفوع بالضمة المقدرة منع من
ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر مضاف
إليه .
أبوه : مبتدأ ثان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، والضمير المتصل
في محل جر مضاف إليه . منذر : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة .
والجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
ماء : بدل أو عطف بيان لمنذر مرفوع وهو مضاف .
السماء : مضاف إليه مجرور .
والأحسن من هذا الإعراب أن نعرب " أبوه " بدلاً من المبتدأ " جدي " ،
والضمير المتصل في كلمة " أبوه " يعود على مزيقيا ولا يعود على الجد .1
الشاهد في قوله : " مزيقيا عمر " حيث جمع بين اللقب الذي هو قوله "
مزيقيا " والاسم " عمر " ، وقدم اللقب على الاسم والقياس أن يقدم الاسم
على اللقب .
ـــــــــــــ
1 ـ أوضح المسالك لابن هشام ج1 هامش
ص91 ، وانظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص128 |